روايه بقلم فاطمه الالفي
وهى بهذا الوضع داخل احضانه ارتجف جسدها بين ذراعه وظلت تهز رأسها برفض ثم ابتعدت عنه وركضت الى حيث غرفتها تحتمي بها وجلست خلف الباب تعاتب نفسها وتبكي بمراره على الوضع الذي حدث قبل لحظات ..
ظل محدق لطيفها الذي اختفى عنه بذهول ثم تنهد بقوه ودلف لينعش جسده بالماء البارد لعله يطفئ النيران المشتعله داخله ويحاول تنفيض صورتها من مخيلته .
ممكن تجهزي عشان خارجين
نهضت من مجلسها خلف الباب وهى تردد بصوت مضطرب خارجين ..
ابتسم بخفه وهو يتنهد بهدوء ايوه خارجين خمس دقائق وتكوني جاهزه
ليتحدث بمشاكسه لا يا ستي حضرتي عاطل ماعنديش شغل افضلي اتكلمي كده وضيعي وقتك خمس دقائق وتكوني جاهزه تمام وأنا هنتظرك فى الصالون ..
عندما استمعت لخظواته المبتعده تنفست الصعداء ثم نظرت لهيئتها التى عليها لتشعر بالضيق لأنه راءها بتلك الملابس .
اوصدت باب غرفتها بالمفتاح وتوجهت الى المرحاض الخاص بغرفتها لتزيل عنها الاتربه العالقه بجسدها اثر تنظيفها للمنزل ثم ارتدت ثوب اسود يحواط بخصرها بحزام اسود أيضا وارتدت حجابها الابيض وغادرت الغرفه تسير بخطوات مضطربه الى ان وقفت على بعد مقربه منه .
تحدثت بضيق ماعنديش غير اسود
نهض من مكانه لتبتعد هى خطوه للخلف اقترب منها بثبات ثم سحبها من معصمها ودلف بها الى غرفتها ثم ترك يدها وسار الى حيث دولابها فتحه امام ذهولها وظل يتطلع الى ثيابها ثم نظر لها بعتاب
تحدثت بلألأة بس أنا مش محتاجه حاجه وعندي لبس كتير
تحدث بصرامه ماتقوليش على حاجه لا تاني وبلاش تجادليني كتير
التقط ثوب ابيض طويل بها ورود جميله ذات حزام بني عريض اخرجه من الدولاب ووضعه اعلى فراشها ونظر لها قبل ان يغادر الغرفه
غادر الغرفه وظل مكانه امام الباب اما هي فدبت بقدميها الأرض بغيظ والتقطت الثوب بضيق ثم ارتدته وغادرت الغرفه لتجده متسمرا مكانه نظر لها باعجاب
اهو كده بقي نخرج .
أمسك بكفها بين كفه لتحاول هي سحب يدها بخجل نظر لها پحده
ماتشليش ايدك من ايدي انتي مراتي والبواب عارف بكده وكل اللى حوالينا هيعرفو تعاملي عادي جدا وطبيعي مفهوم
رحب بها يا اهلا وسهلا بالهانم الف مبروك وربنا يسعدك يارب والله العماره كلها نورت بقدومك يا هانم
ابتسمت له بود شكرا يا عمي صبحي
نظر صبحي لفارس ثواني يا بني والعربيه تكون جاهزه
ربت فارس على كتفه برفق لا ماتتعبش نفسك انت أنا هتحرك دلوقتي سلام
مع الف سلامة يا بني ..
ابتعد عنها بهدوء لكي يخرج سيارته من الجراج ثم صفها امامها وترجل منها ليفتح لها بابها لكي تستقل بالمقعد المجاور له جلست بهدوء وهى تشكره باقتضاب .
استقل مكانه خلف المقود وانطلق الى حيث وجهته ...
الفصل الرابع
ارمله اخي
بقلم فاطمه الالفي ..
صفا سيارته امام مول تجاري ثم ترجل منها وفتح لها الباب لكي تترجل هي الأخرى .
ثم سارت بجانبه بصمت الى ان دلف بها الي متجر الملابس .
نظرت حولها باستغراب لتسترق السمع اليه وهو يهتف موجه حديثه لها
هتشتري كل اللى تحتاجيه و
لم تدعه يكمل كلماته لتستوقفه قائله شكرا بس أنا مش محتاجه حاجه
رفع حاجبه بضيق ثم هتف بضجر قدر يا ريت تسمعي الكلام واللى أقول عليه تنفذيه بدون نقاش ولازم تعرفي انك مسئوله مني دلوقتي
اشار الى الفتاه التى تقف تنظر لهم باهتمام إذا سمحتي ممكن تساعديها تختار لبس يناسبها وبكل الألوان والدرجات اللى تحبها .
ابتسمت له الفتاه واسرعت تجلب لها الاغراض تحت امرك يا فندم
ثم نظرت الى قدر اتفضلي معايا
لحقت بها قدر وهى تشعر بالضيق بسبب تلك الاوامر التى يهتف بها فارس ولم يدع لها فرصه فى النقاش فقط يصدر الاوامر لكي تنفذ دون جدال تذكرت زوجها الراحل وسندها الذي خسرته وخسړت طيبته ورقته معها فى التعامل فلم تجد احدا بحنيته وطيبة معاملته حتى الان انسابت دمعه حارقه على فقيدها وعلى حياتها القادمة التى لا تعلم عنها شيئا حتى الان ..
داخل فيلا اللواء اكمل سلام
دلفت غرفة ابنتها بضجر جودي انتي يا بنت قومي بقى كفايه حپسه لحد كده بابي سئال عليكي ومارضيتش اقوله انك حابسه نفسك فى اوضتك من امبارح
لا قوليلو يا مامي السبب اللى ورا حبستي دي مش فارس ده اللى كان بابي بيمدح فيه وفى اخلاقه وشغله طول الوقت خليه يعرف هو عمل فيه ايه وعايزني أنا اللى أقبل بوضعه ده لاكون زوجه تانيه لكل واحد يروح لحاله ببساطه كده عايز ينهي حبنا واحلامنا فى لحظه كده هان عليه حبي .
تنهدت احلام وهى تجلس بجانب ابنتها اعلى الفراش وتربت على كتفها بحنان
يا حبيبة مامي فارس صارحك بالحقيقه وماخباش عليكي وده وضع اضطر عليه وهم الصعيد كده ودى عوايد لا يمكن تتغير دورك تقفي جنبه وتسانديه عشان تفضلي حبيبته العمر كله ومايقدرش يستغنى عنك لكن لم تخيريه بينك وبين ارمله اخوه وهيبعد عنك وهيختار طبعا مراته لأنها خلاص فعلا بقت مراته .
صړخت بانفعال حضرتك اللى بتقوليلى أنا الكلام ده أنا اللى غلطانه عشان بحبه ومش قادره اتخيل حد تاني يشاركني فى جوزي حبيبي ازاى أقبل يا مامي أكون زوجه تانيه ازاي هتحمل الوضع ده
يا حبيبتي اهدي الوضع مش زي ماانتي فاكره وفارس صارحك ان الوضع صعب وانها بقت مراته عشان يقف جنبها ويساعدها وزي ماقالك هي وحيده مالهاش حد اللى زى فارس صعب يقرب من مرات اخوه صعب يتقبل علاقتهم كده وتبقي زي أي اتنين متجوزين بس ده وضع مجبر يكمل فيه وهو بنفسه قالك ان هو مقرر يتجوزك وطلب من والده وهي
كمان وافقت ان يتجوز فى أي وقت ويعيش حياته لأنه حقه هو مش مجبر يكمل باقي حياته مع مرات اخوه هو حقه يختار الانسانه اللى حبها تكمل معاه حياته انتي تدي فرصه كده تفكري فى كلامي وخدي وقتك زى ما فارس طلب والقرار ليكي يا قلبي وانا معاكي وجنبك فى أي قرار تختاريه بس دوري كام اعرفك أن فارس راجل مايتعوضش ووالدك عارفه كويس ولولا كده أنا ماكنتش قبلت بانك تقابليه وتخرجي معاه من غير خطوبه رسميه بس هو بجد انسان كويس ومحترم ومن عيله كويسه والكل بيشهد له بالسمعه الطيبه والاخلاق العاليه ولولا الظروف اللى حصلت وۏفاة اخوه كان زمانكم مخطوبين ولا متجوزين كمان قومي بقى اخرجي من اوضتك وشمي هوا وفكري بعقلك وقلبك مع بعض وشوفي ناويه على ايه وانا بنفسي هفاتح باباكي فى ظروف فارس وهنشوف رائيه هو كمان ايه .
نهضت جودي بسأم وقررت ان تفكر جيدا بتلك الزيجه اتقبل بها وتمضى فى طريقها بجانب حبيبها الذي دق له قلبها منذ أن التقت به اما انها لا تتحمل ذلك الوضع وتبتعد عنه وتتحمل فراقه إلى الأبد عليها اتخاذ القرار الصائب والمصيري بالنسبه إليها ....
.
رفضت رفضا قاطعا بدخولها لغرفه البروڤا وابدال ملابسها وعمل بروڤا على الثياب التى اختارتها تلك الفتاه .
الى ان خرجت الفتاه تتحدث مع فارس
المدام رافضه تعمل بروڤا على اللبس اللى اخترناه
مافيش مشكله المهم المقاس مقاسها
الفتاه بابتسامه أعتقد هيكونو مقاسها بس كنت حابه تقيسهم بنفسها عشان لو فى حاجه محتاجه تظبيط نظبطها.
مافيش مشكله الفاتوره بقي إذا سمحتي
أتت قدر وظلت واقفه جانبه الى ان دفع فارس ثمن الملابس ثم حمل الاغراض ووضعها بالسياره ليجد قدر استقلت بالمقعد الامامي دلف هو أيضا ليستقل بمقعده خلف المقود وقبل ان يتحدث معها وجد هاتفه يصدح بالرنين .
اخرجه من جيب سترته ليجد المتصل
شقيقه نظر
لها پصدمه قبل ان يجيب على الهاتف
ده اخويا رحيم أكيد امي عايزه تكلمك تطمن عليكي أنا بجد مضايق اوى ان لأول مره اكدب عليهم
شعرت بالحزن وهتفت بأسي أنا اسفه ان بعرض حضرتك لموقف زى ده بسببي
نظر لها بحنان ولم يعقب على كلماتها ثم زفر بهدوء قبل ان يجيب على شقيقه ماتتكلميش خالص عشان اعرف ارد .
التزمت بالصمت وتحدث فارس بهدوء
الو
أستمع إلى صوت والدته تهتف كيفك يا ولدي وكيف قدر .
ابتلع ريقه وهو يجيبها بحنو بخير يا ست الناس طول ماحضرتك بخير
تسلم وتعيش يا ضنايا طمني على احوالكم يا جلبي من جوة
أنا عايزك تطمني وماتجلجيش واصل احنا زين الزين وقدر بخير وفي عنيه ممكن تطمني
ربنا يصلح حالك يا ضناي واوعاك تفكر ان بغصبك ولا بضغط عليك يا حبيبي انا رايده المصلحه
جحظت عيناه پصدمه وأراد ان ينهي معها المكالمه قبل ان تتطرق لأمر اخر .
وينها قدر رايده اطمن عليها
هي نايمه دلوك لم تصحي هخليها تكلمك عشان تطمني بنفسك فى رعايه الله يا أمي
فى رعايه الله يا ولدي.
تنهد الصعداء بعد ان أغلق الهاتف ثم تطلع امامه ليقود سيارته وكأن شيء لم يكن .
تطلعت بشرود من خلف نافذه السياره ليداعب الهواء بشرتها ليرغم جفونها على اغماضهم إثر لفحه الهواء البارد.
بعد مرور عده دقائق صفا سيارته امام مطعم لتناول الطعام فهو الان يشعر بالجوع وعندما نظر إليها وجدها مغمضه العينين ليبتسم بخفه ثم همس بصوت خاڤت لكي يجعلها تستيقظ .
قدر ..... قدر
فتحت عيناها بفزع تتطلع حولها لتعلم اين هي ثم نظرت له بحرج أنا اسفه بس أصل
قاطعها بجديه خلاص مافيش داعي لاسفك كل شويا يلا عشان ننزل نتغدا أنا واقع من الجوع وماتنسيش اننا نزلنا من غير فطار.
ترجلت من السياره لتسير جانبه ثم دلفوا سويا لداخل المطعم وجلس بمكان مبتعد عن الجميع وبعد ذلك اشار الى النادل ليطلب الطعام ثم نظر لها بتسأل
تحبي تاكلي ايه
أي حاجه .
نظر فارس داخل المنيو ثم رفع انظاره يتحدث مع النادل عن الطعام الذي يريده ليغادر النادل طاولتهم بعد أن دون ماذا يريدون من طعام وذهب لاحضاره .
بمكان اخر داخل احدى الاحياء الراقيه وقفت سيده فى العقد الرابع من عمرها تبكي لزوجها بان يعيد