الأربعاء 27 نوفمبر 2024

رواية بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

انت في الصفحة 41 من 182 صفحات

موقع أيام نيوز


يا ست الكل .
ابتسمت اليهم والدتهم ورددت بايمان قائله 
يا حبايبي المۏت علينا حق وانتم ما بقيتوش صغيرين ربنا يحفظكم عايزاكم دايما تحبوا بعض وتخافوا على بعض لا الفلوس تفرقكم ولا النفوس تتغير لان كل حاجه زايله الا المحبة اللي هتفضل ما بينكم
والله يا ولاد كل ما بسمع عن الأخ اللي قتل اخوه بسبب الميراث ولا بسبب الدنيا ولا اي سبب ايا كان يخليه ېقتل اخوه بحزن من جوايا بقوا كتير قوي قوي 

واسترسلت حديثها بنصح وارشاد 
الا الأخ واخوه لازم كل واحد فيهم يفضل التاني على نفسه علشان فرقة الأخوه وعداوتهم وحشه قوي ربنا يبعدها عنكم واشوفكم دايما حبايب متجمعين مع بعض ويبعد عنكم العيون الوحشه والاذي .
امسك مالك يدها وقبلها وتحدث قائلا برفق
مش عايزك يا ماما تشيلي همنا احنا خلاص كبرنا وانت تعبتي زيادة عن اللزوم معانا بعد وفاه بابا الله يرحمه ما تقلقيش علينا يا حبيبتي انا اخواتي بالنسبه لي هما نور عيوني الاتنين فما تقلقيش خالص 
ما فيش اي حاجه في الدنيا تقدر تفرقنا مهما كان الا الخيانه واظن انتي مربيانا كلنا على الأمانه وما فيش واحد فينا هيستجرا يخون التاني اما الفلوس عمري ما هختلف مع اخواتي عشانها ولا هشيل منهم انا كلي ليهم وكل حاجه بتتعوض الا الاخ زي ما بتقولي .
انهي حديثه وقام من مكانه مرددا وهو يصعد الى الاعلى 
بعد اذنك يا ماما انا هستريح شويه يا ريت تبقي تصحيني كمان ساعتين علشان عندي ميتنج في الباخرة مع عملاء مهمين ما تنسيش بالله عليكي يا امي .
اجابته والدته بحب 
حاضر يا حبيبي مش هنسى اطلع انت استريح انت بتتعب في الشغل جدا ربنا يرزقك فوق ما تتمنى يا حبيبي وزياده .
نظرت عبير الى ابنتها قائله بارشاد 
شايفه اخوكي يا عبير جه رضاكي اهو منه لنفسه من غير ما انا ما اتكلم كنت لسه عماله تقولي مالك اتغير وما تغيرش 
يا بنتي اخواتك الاتنين هما سندك وضهرك في الدنيا بعد ربنا سبحانه وتعالى عايزاكي ما تخسريهمش ابدا انا مش هعيش لك العمر كله اشيل معاكي واشيل عنك 
ومالك بالذات متمشيش معاه في طريق العند هو عمره في يوم من الأيام ماهيخلق معاكي مشكلة هو السبب فيها.
لوت فمها وتحدثت بنبرة ساخطة
يعني إنتي ياماما هتيجي في صفي يعني مالازم تقفي صف حبيب القلب والروح مالك باشا دايما انا الغلطانه في نظرك 
ودايما أنا بجيب المشاكل متشكرة جدا ياأمي.
اتسعت عيناها بذهول ورفعت احدي حاجبيها متعجبة وتحدثت باندهاش
كلام ايه اللي إنتي بتقوليه ده يا هيام انا عمري ما فرقت بينك وبين اخواتك ولا عمري جيت في صف الغلطان حتى لو كان مين طول عمري واقفه بينكم الند بالند لأي واحد بيغلط وانتي دايما اللي بتبدأي مع اخواتك وخاصة مالك وانا الظاهر اني دلعتك كتير علشان خاطر انتي البنت الوحيدة ومن واجبي عليكي اني دايما انبهك وأوجهك عن الغلط أول بأول علشان انا مش هعيش لك العمر كله يا هيام .
رفعت حاجبيها وتحدثت باستنكار
طالما إنتي شايفه كده يا ماما لو تحبي إني ما اجيش هنا تاني

علشان ما اعملكيش مشاكل مع اولادك الاتنين علشان كل اما اجي تقعدي تديني في نصايح وحوارات وكأني انا أمنا الشريرة .
تنهدت عبير بثقل وألم نفسي انتابها جراء كلمات ابنتها وتحدثت بإبانة 
يا بنتي انتم كلكم عندي واحد وعمري ما افرق في المحبه ما بين ولد ولا بنت وإنتي بالذات عارفه غلاوتك عندي قد ايه انا كل اللي انا اقصده انك تقفي في وسط اخواتك مش عليهم وحتى لو واحد فيهم غلط تلتمسي له العذر علشان كده بتكلم معاكي وبوضح لك
وإنتي ام وعندك اولاد وعارفه الكلام ده كويس جدا علشان ما تفرقيش بين اولادك في يوم من الأيام في المعاملة وتخسري واحد فيهم لازم توزني الأمور في كل حياتك علشان تطلعي كسبانه .
وظلت والدتها تلقي عليها نصائح الام وهيام لا تلقي لها بال كعادتها فهي فارغه جدا من داخلها ولا تهتم الا بالذي تأتي لأجله وهو مصلحتها التي تفضلها عن اي شيء 
ثم
 

40  41  42 

انت في الصفحة 41 من 182 صفحات