رواية راائعة للكاتبة أروي مراد مكتملة ( أسرار عائلتي )
كمان وأبوكي هيجي دوره بعدين
نظر إليه خالد بحدة قائلا
_ عايزهم ليه يا عدي متتهورش ومتعملش حاجه من دماغك مش عايزين مشاكل!
تجاهله وخاطب عائشة بزمجرة أرعبتها
_ هتقوليلي والا لا
_ ت .. تمام.
كانت تهبط الدرج وهي تمسك بيد الصغيرة وتدور برأسها في كل الإتجاهات باحثة عن عائشة وصلت إلى غرفة الطعام حيث يجلس الجميعلتناول العشاء لكنها لم تجدها هناك كما توقعت. لاحظت إختفاء عمها محمد وإبنيه كذلك فتأكدت من وجودهم معها وجلست بإطمئنان عليهارغم الشفقة التي تشعر بها ناحيتها بعد أن إستمعت عن طريق الصدفة إلى حديثها مع عدي وقصها لحكايتها ولنؤكد أنها إستمعت إليهمعن طريق الصدفة
لاحظ والدها شرودها فحاول خلق حديث بينهما مناديا بإسمها
_ بدور!
إستفاقت من شرودها على صوته نظرت إليه بإنتظار ما سيقول فأردف بإبتسامة
_ مقولتيليش عملتي ايه في الجامعة النهارده
إنكمشت ملامح وجهها بضيق فور تذكرها لما حدث وتمتمت
رفع حاجبيه بإستفهام وحثها لمتابعة كلامها بعينيه فواصلت
_ لو كنت وافقت ارتبط بيه كان ممكن بعد ما يعلقني بيه ويعيشني في حلم يسيبني ويكسرني بسبب حاجه بسيطة أو خناقة تافهة وبما انالارتباط كان سهل فالانفصال برضه هيبقى اسهل لانه مدفعش فلوس عشان يرتبط بيا أو مش هيبقى ملزم انه يصرف عليا بعد انفصالنامثلا بس في حالة الجواز هيكون قرار الانفصال اخر حل يلجأ له وهيعمل حساب لكل الي عمله عشان يتجوز وهيحاول يحل المشكلة بطرقتانية وعشان كده البنت الي بتوافق ترتبط بالسهولة دي بترخص نفسها بعد ما كانت غالية .. صح
_ انا بجد فخور بيكي لانك فهمتي كل ده لوحدك بس حصل ايه عشان تفكري كده
تنهدت بضيق قبل أن تبدأ بسرد ما حدث منذ طلبها لأدهم بتمثيل دور حبيبها أمام الجميع لكنها ختمت كلامها ببسمة قائلة
_ بس أنا مبسوطة لأن ربنا أظهرلي حقيقته قبل ما أوافق عليه.
تفاجأت بسؤاله لكنها أجابت بهدوء
_ معرفش بس اتأكدت اني مكنتش بحبه بجد لاني لو كنت بحبه مكنتش هقدر احافظ على برودة أعصابي كده.
أومأ برأسه بتفهم ثم قال
_ كويس انك فوقتي بسرعة.
_ لما فضلت مع نفسي شويه قررت برضه اني مش هسمح لحد يقرب مني ولا حتى ياخد تفكيري لحد ما يجي ابن الحلال الي يستاهلني.
_ عاملة ايه في دراستك
وضعت الملعقة التي كانت تأكل بواسطتها على الطاولة وأجابت
_ عادي الامتحانات قربت وأنا متوترة سيكا بس متقلقش عليا.
هم بالحديث ثانية لولا إندفاعها المفاجئ والمريب فور وقوع عينيها على أدم وصړاخها بإسمه
تطلع إليها الجميع بإستغراب لكنها تجاهلت نظراتهم وإقتربت منه ثم سحبته تحت إستغرابه وأخذته إلى غرفتها وأقفلت الباب رفع حاجبيهبتعجب من تصرفها بينما عقدت هي ذراعيها أمام صدرها قائلة بجدية
_ هسألك سؤال وتجاوبني بصراحة.
زفر بضيق بعد أن علم ما تريد أن تسأله فصاح بتذمر
_ أنا لسه متعشتش على فكرة!
_ اتعشى بعدين دلوقتي عايزاك تقولي ليه
_ ااه افتكرت حاجه!
تطلعت إليه بإستغراب فواصل ببسمة غبية
_ هي إيلين والبنت الي جت معاها النهارده الي إسمها سرين توأم صح
زفرت بغيظ من محاولته المكشوفة لتغيير الموضوع وكادت تتحدث لولا متابعته للكلام بنبرة مغرورة
_ أصلهم شبه بعض اوي بس انا طبعا عندي قوة ملاحظة وعرفت انهي منهم إيلين بسرعة!
لوت شفتيها بتهكم وقالت
_ واضح اصلا من ستايل لبسهم إيلين بتلبس الحجاب مع بناطيل واسعة وسرين مش بتلبس غير الفساتين.
إبتسم براحة لنجاحه في تغيير الموضوع لكنه تفاجأ بها
تضيف بخبث
_ بس انت مالك مهتم بإيلين اوي كده ليه
زم شفتيه بتذمر وصاح مدافعا عن نفسه
_ انا مش مهتم بيها أنا بس بحاول اغير الموضو
.
قطع كلامه فجأة وهو يستوعب كشفه لنفسه بينما إنفجرت بدور في الضحك وهي تردد بين ضحكاتها
_ عارف .. هي غبية اوي ومبتعملش حساب للي هتقوله زيك كده بالضبط .. انتو والله مناسبين لبعض اوي.
رمقها بضيق ثم توجه للخروج رغم صړاخها به أن يقف
_ استنى انا لسه مسألتكش ..
قاطعها وهو يفتح الباب
_ عارف هتسأليني ايه والجواب مش هتلاقيه غير عند بابا.
إنتهى من قول ذلك ثم تركها تجلس في حيرة من أمرها وهي تفكر في حقيقة تلك الأسرار التي يرفض أي أحد البوح لها بها تنهدت بتعب ثمإستلقت على فراشها والأفكار تطاردها إلى أن نامت دون أن تشعر.
أفاقت في الصباح على صوت طرقات مزعجة على الباب فتحته بعد أن إستوعبت بأنها كانت تنام بغرفة خالد والذي تركها تأخذ فيها راحتهاونام هو تلك الليلة مع عدي. وجدته يقف أمام الباب وينظر إليها ببسمة قائلا
_ صباح الخير!
_ صباح النور!
أمسك بيدها وسحبها للنزول قائلا بعجلة
_ انا مستعجل دلوقتي لاني المفروض اروح المكتب بدري بس مقدرتش اسيبك لوحدك وانا متأكد انك هتتكسفي تطلبي الفطار من الخدامات!
كان قد وصل إلى غرفة الطعام حين أنهى كلامه فدخل ليجد أبناء عمه أمجد وأدهم ومعهم بدور والصغيرة براءة يتناولون طعام الفطورأجلسها بجوار بدور وهمس
_ استني شويه.
غاب داخل المطبخ لبضع دقائق ثم خرج وهو يحمل كوبا من الحليب ووضعه أمامها قائلا بإهتمام كبير
_ إشربي!
أومأت بطاعة وشربته تحت نظرات الدهشة من بدور لكنها لم تكن أكبر من دهشة أمجد وأدهم الذي همس لها بتساءل
_ هي مين دي كنت بحسبها صاحبتك اول لما دخلت!
_ لا دي اخته.
عقد حاجبيه بإستغراب
_ نعم أخته ازاي
كادت تقص عليه ما سمعته من حديثها مع عدي لكنها تراجعت فورا وأجابت بإختصار
_ مامته اتجوزت واحد تاني غير عمي محمد ودي بنتها.
هز رأسه بفهم متمتما
_ اهاا!
عاد يتناول فطوره بلا مبالاة إلى أن سمع بدور تهمس بتذمر وهي لا تزال تراقب معاملة خالد لأخته
_ اشمعنى هي عندها اخ حنين اوي كده وانا لا
إبتسم معلقا بسخرية
_ بتغيري منها
طالعته بغيظ وهمست
_ مش غيرة بس انا من زمان كنت بتمنى يبقى عندي اخ بيحبني اوي وحنين عليا زي خالد كده!
_ ليه مش مكفيكي حنان الاب الي اخدتيه كله لوحدك
قالها بحنق فإبتسمت بسخرية قائلة
_ بتغير مني
رمقها بغيظ وهي تبتسم بإنتصار ثم وقفت وصاحت مخاطبة أمجد
_ يلا نروح يا أمجد هنتأخر!
ثم إلتفتت إلى عائشة وأضافت
_ وانتي هسيب براءة معاكي لو مش هتطلعي ممكن
أومأت لها عائشة بتأكيد فخرجت مع أمجد بسرعة تاركة خالد ينظر إلى عائشة قائلا
_ أنا برضه لازم اروح بس في حد هنا مستنيه يطلع الاول عشان اطمن ..
نظر إليه أدهم پغضب وهو يعلم أنه يقصده فقابله الآخر ببسمة مستفزة لوى شفتيه بغيظ ثم خرج بلا أدنى كلمة. أعاد خالد نظره إلىعائشة وأردف
_ هسيبك دلوقتي مع براءة واعتبري البيت بيتك ولو عايزه تستكشفي القصر قولي للخدامات يفرجوكي عليه بإختصار اعملي الي انتيعايزاه ومحدش هيكلمك.
إبتسمت له بإمتنان فنظر إلى براءة التي كانت تجلس قربهم تتابعهم بهدوء وقال مخاطبا إياها
_ وانتي خدي بالك منها تمام
لوت شفتيها بتذمر وتمتمت
_ المفروض توصيها هي تاخد بالها مني مش انا!
هز رأسه بعدم إهتمام معقبا
_ اوك بس برضه خدي بالك منها!
ثم غادر غرفة الطعام والقصر بأكمله بعجلة تاركا شقيقته مع تلك الصغيرة التي لا تفرق عنها شيئا تقريبا سوى العمر
كانت تسير بإتجاه المدرج وهي ممسكة
بيده وتثرثر في مواضيع عدة وهو يضحك على طريقة كلامها وتذمرها فقد أصبح حديثها متمحوراحول إهتمام خالد الشديد بعائشة وحنانه المفرط رغم شخصيته الباردة إبتسم وهو يستمع إلى إعتراضها على معاملتهم الخالية من الحنانلها فلوى شفتيه متسائلا بحزن مصطنع
_ يعني مع كل الي بعمله ده ومش معتبراني حنين عليكي
أجابت مازحة
_ لا سوري بس الحنان مش لايق عليك بصراحة ممكن لو كان رسلان أخويا بجد كان هيبقى شبه خالد في حنانه لانه بارد زيه.
نظر إليها بصمت يستمع إلى بقية حديثها بإهتمام
_ هو بجد ليه رسلان وخالد وياسين كلهم باردين كده هو رسلان وعرفت ليه بس خالد وياسين
أجابها بجدية
_ مش بالضرورة يكون في سبب معين يخلي شخصية الإنسان كده خالد طلع شبه ابوه اوي في الشخصية وياسين كان هادي من صغرهبس رسلان .. انتي عارفه بقى كده ليه ..
تساءلت بفضول
_ هو كان فرفوش قبل ما يعرف حقيقته
أجاب بضحكة
_ مش بالضبط بس كان ديما بيبتسم وبيضحك وكان بيحب المغامرات وعنيد اوي.
ثم أخفض رأسه وتابع بنبرة حزينة
_ بس دلوقتي الابتسامة بقى بيتصنعها ومبتخرجش من قلبه وصعب جدا انك تلاقيه يضحك أو مستمتع بأي حاجة حواليه
شردت بدور في كلامه وشعرت بالشفقة ناحية رسلان همت بالكلام لكن أمجد قاطعها
بإبتسامة أجاد رسمها بصعوبة
_ يلا نروح المدرج بتاعك دلوقتي اتأخرنا.
أومأت موافقة وواصلت التقدم معه وهو لا يزال ممسكا بيدها لكنه تركها فجأة بحركة مفاجئة وسحب يده بسرعة فور وقوع عينيه على فتاةتقف على بعد أقدام منهما. ألقت بدور نظرة عليها ولاحظت تركيزها على أمجد بنظرات غريبة إلتفتت إليه بدمعة ظهرت بعينها وقد جرحتهاحركته قائلة بحزن
_ سيبت ايدي بالطريقة دي لما شفتها ليه يا أمجد انت بتستعير مني شردت بدور في كلامه وشعرت بالشفقة ناحية رسلان همت بالكلاملكن أمجد قاطعها بإبتسامة أجاد رسمها بصعوبة
_ يلا نروح المدرج بتاعك دلوقتي اتأخرنا.
أومأت موافقة وواصلت التقدم معه وهو لا يزال ممسكا بيدها لكنه تركها فجأة بحركة مفاجئة وسحب يده بسرعة فور وقوع عينيه على فتاةتقف على بعد أقدام منهما. ألقت بدور نظرة عليها ولاحظت تركيزها على أمجد بنظرات غريبة إلتفتت إليه بدمعة ظهرت بعينها وقد جرحتهاحركته قائلة بحزن
_ سيبت ايدي بالطريقة دي لما شفتها ليه يا أمجد انت بتستعير مني
_ مالك يا بدور وقصدك ايه باني استعير منك ده انا بفتخر ان عندي اخت حلوة زيك!
_ امال ليه سيبت ايدي كده لما شفتها
_ كنت خاېف تفهم غلط.
إبتعدت عنه وطالعته بإستغراب وتساءلت
_ تفهم غلط ازاي
أجاب بتوتر
_ ممكن تحسب اني مرتبط او بتاع بنات لانها لسه متعرفش انه بقى عندي أخت.
_ وهي مين دي أصلا عشان يهمك شكلك قدامها كده حبيبتك مواعدها بالجواز بتحبك وانت مش عايز تجرحها
نفى برأسه كل ما
قالته فسألت بحيرة
_ امال ايه حك رأسه بتفكير ثم هز كتفيه بجهل قائلا
_ مش عارف بصراحة هي مجرد طالبة عندي بس مش عايزها تاخد عني فكرة وحشة.
سكت وهو ينظر إلى المكان الذي كانت تقف فيه وواصل بضيق
_ بس خلاص أكيد بتفكر فيا وحش دلوقتي بعد ما شافتني وأنا بحضنك.
كانت تطالعه بدهشة من طريقة تفكيره