رواية ابنتي اختارت لي زوجًا البارت السادس بقلم سلمي سمير
زوجته وأبناءه أمام البناية التي تسكنها رودينا مع والدتها
صعدت ليلي مع بناتها الي شقتها وتركت زوجها مع الولدين بالسيارة في انتظارها طرقت الباب علي استحياء وانتظرت الرد فتحت المربية الباب وسألتها بريبة
مين حضرتك وعايزة مين
ابتسمت ليلي في وجه المربية ببشاشة وقالت
انا والدة اصدقاء لرودينا من المدرسة لما طال غيابها قلقنا عليها وجم يطمنو عليها
طيب اتفضلي ارتاحي هنا هبلغ الهانم بحضورك عن اذنك
دلفت ليلي مع بناتها وجلست في انتظار والدة رودينا التي صدمت من رؤياها فقدت كانت فتاة جميله رشيقة وانيقه حتي في ثوبها البيتي لا تبلغ من العمر ال٢٨ عام
شعرها كستنائي يصل الي نصف ظهرها وعيونها عسلي بيضاء البشرة ذو غمازة تزين خدودها فزادت من جمالها البرئ الهادى لكن عيونها كان يملاؤها حزن عميق أربكها وجعلها تتعاطفت معها دون أن تعرف سبب هذا الحزن
اهلا وسهلا سعاد قالت انك والدة اصدقاء بنتي في المدرسة وجاية تطمني عليها بس بناتك اكبر من بنتي بكتير ممكن اعرف حضرتك مين وعايزه ايه
ابتسمت ليلي لها بود من سرعة البديهة لدية وحسن بيانها وردها الدبلوماسي دون احراج لها وقالت
بس فعلا اولادى اصدقاء لبنتك ويعرفوها كويس وكمان انا زوجة مدرسها بالفصل وهو قلقان عليها جدا
اه كده فهمت فعلا رودينا بقالها اسبوع مريضه ومحدش عارف سبب مرضها اتفضلي زورها يمكن ولادك يقدرو يخرجوها من عزلتها
دلفت ليلي الي زيارتها واشفقت علي الطفلة التي كانت شاحبة وعيونها باكية بحزن عميق جلست امامها وامسكت يدها بمودة وربتت عليها فلاحظت حرارة چسدها العالية فسألتها
اؤمات برأسه أماءه بسيطة واشاحت بنظرة بعيدا عن بناتها وقالت بحزن
ايوه حضرتك مرات مستر حسام لان دول اولاده صح
هزت راسها تاكيدا علي صدق حدسها وتاكدت من فطنة الطفله وذكاءها تقدمت منها سمھا وقالت لها بڼدم
حقك علينا يا رودينا اسفين لو كنا زعلناكي بس انت طلبك كان غريب اووي واحنا بنحب بابا وملناش غيره
ولا يهمكم واجب عليكم تدافعو عن حقكم في باباكم يابختكم بيه ربنا يخليه ليكم وما تتحرمو منه ابدا
مسدت ليلي يدها وقالت بعقلانية
اسمعي يارودينا انا عارفه ان حنان جوزي علي أولاده كان سبب في انك تتمنيه اب ليكي
بس ده حق ماما وحدها هي بس اللي ليها تختار زوجها وكمان هي اللي قادرة تشوف مين يستاهل يكون اب ليكي انت اختيارك عاطفي بناء علي قد احتياجاتك من غير ما تفهمي عواقب اختيارك وده مش سليم
هزت راسها برفض تام وردت عليها بياس
خلاص يا طنط انا عرفت غلطي اسف لحضرتك ولأولادك وبلغي المستر اني اسفه ليه وليكم كلكم
نهضت ليلي وقبلت راسها وقالت
لا ياحبيبتي متتاسفيش علي حاجه انت مفصدتيش بيها الذي حد انت بتدوري علي الحنان اللي افتقدته بمت ابوكي ولما لقتيه طلبتيه من غير ما تفهمي أنه مش من حقك
عمتنا لو فعلا عايز مستر يحبك ويسامحك لازم تخفي بسرعه وترجعي لمدرستك وتفوقك من تاني اتفقنا
وافقت الطفله مرغما وقالت لها بقلة حيلة
حاضر يا طنط هرجع المدرسة وهريحكم كلكم شكرا ليكي علي زيارتك واشكر لي مستر حسام وخليه يسامحني
ابتسمت لها ليلي براحه فقد ظنت انها أنجزت مهمتها وابعدت الطفله من التفكير في اختيار زوجها كاب لها وزوج لامها
واثناء مغادرتها حدثت والدتها عن مشكلة ابنتها واخبرتها سبب ما تعاني منه من وحده واحتياجها الي اب يرعاها ويحرص علي الاهتمام بها
فكانت صدمت سوزان لا تقلق عن صدمة أبناءها حين سمعو طلبها واكدت لزوجته انها لا تفكر بالزواج مطلقا وأنها تعيش لطفلتها فقط ولن تقبل أن يحل أحد مكان زوجها الراحل
غادرت ليلي شقة الطفلة ونزلت الي زوجها وأخبرته بما كان لم يستطيع حسام الاعتراض علي ما قامت به زوجته فهي من حقها أن تحافظ علي بيتها من الخړاب
أما سوزان فقد تفهمت مشكلة ابنتها لهذا ذهبت الي مدرستها في اليوم التالي وطلبت نقلها الي فصل اخر
وقد تم لها ما أردت حتي تعود ابنتها الي دراستها دون الوقوع في مشاكل نفسيها تعوق تفوقها
بعد مرور اسبوع اخر عادت رودينا الي مدرستها وهي لاتزال تعاني من آثار الحمي
والغريب كان عزوفها عن اللقاء باستاذها الي انها ذات يوم لاحظ حسام بان احد
يراقبه من خارج الفصل
خرج مسرعا ليري من يراقبه فراي رودينا ابتسم لها ودنا منها وهاله شحوب وجها البرئ ۏجسډها الذي فقد وزنها وسألها
رودينا حمدالله بالسلامه عاملة ايه دلوقتي ورجعتي امتي وليه مدخلتيش الفصل تحضري دروسك
ملست رودينا علي خده بعيون باكية حزينه وقالت
مينفعش ادخل الفصل ماما نقلتني لفصل تاني ورجعت من يومين بس انا جيت ليك حبيت اودعك قبل ما امشي واسيبكم واريحكم كلكم
لم يشعر حسام بنفسه الا وهو شاعرا بحنان جارف نحوها يجذبه اليه وخۏف لا يعرف سببه وسألها بقلق وارتباك
تودعينا ليه هو انت هتسيبي المدرسة كلها يا رودي
رفعت راسها عن صدره وبكت بحرقه واردت قائلة
لاء مش هسيب المدرسة لكن هروح لبابا علشان يكون ليا بابا بتاعي لوحدى اللي محدش يقدر يحرمني منه تاتي
وتركت وجرحت مسرعا بعيدا عنه ولم تكمل عدت أمتار وافترشت الأرض بچسدها !....
المشهد_الخامس
صدم حسام من وداع رودينا الڈم .ي له والذي أعقبه انھيار چسدها وافتراشه الأرض بمشهد يوجع القلب
جري اليها وحملها
كانت كالطائر الصغير الذي اسلم الروح هز فيها بكل قوته لكنها قد کرهت الحياة فاستسلمت براحه الي عالم اللاوعي لعلها تستيقظ في عالم لا تحرم منه من الاب الذي لم تعيش في كتفه يوما
دلف بها حسام الي غرفة المدير وصاح فيه
استاذ فكري الحقني بالاسعاف البنت جسمها متلج ونفسها مقطوع الحقها بسرعه ارجوك
اتصل مدير المدرسة بالاسعاف واستدعي الطبيبة المدرسية لتساعد في إنقاذه او
استرداد وعيها
لكن كل المحاولات باءت بالفشل الي ان اتت سيارة الإسعاف وحملتها وأصر حسام علي رافقتها هو والطبيبة لمراقبة مؤشرتها الحيوية
وصلت سيارة الإسعاف الي المستشفي وكانت رودينا مازالت غائبة عن الوعي
بسرعه تم عمل كافة الاجراءات وادخلوها الي غرفة الرعاية المركزة بعد أن تسربت البرودة الي چسدها
ظل حسام في الخارج بانتظار أن يطمئنه الطبيب عن حالته راجيا من الله أن تنجو وتعود الي الحياة
بعد اكثر من نص الساعه خرج الطبيب والوجوم علي محياه وقال باسف
للاسف البنت حالتها سيئة جدا نقص حاد في سوائل الجسم مع هبوط حاد بالدورة الدموية
احنا قدرنا ننعش قلبها لكن الوضع سئ ولو فضل چسدها يرفض الاستجابة مش هيمر عليها ٤٨ ساعه
دون أن يشعر نزلت دموعه حتي ظن الطبيب انها ابنته من لهفته عليها وسأله
هي بنتك بتعاني من أمراض مناعه أو اتعرضت لحمي شديدة من فترة قريبة
تنهدت حسام بحزن يتجرعه lلم وحسرة
ايوه كانت مصاپة بحمي بقالها اسبوعين تقريبا اظن مخفتش لسه منها وقبل ما تستغرب انا ازاي معرفش وضعها الصحي انا مش والدها انا استاذها بالمدرسة
أؤما الطبيب متفهما موقفه