الأربعاء 27 نوفمبر 2024

روايه جديده لياسمين رجب

انت في الصفحة 44 من 95 صفحات

موقع أيام نيوز


الاجتماعي الواتساب
فتح هاتفه وهو ينظر إلى الرسالة وقد اڼفجرت اساريره بالسعادة من مضمون الرسالةانا وصلت مصر خلاص هشوفك امتي 
بدأ هو الاخر في الردمعادنا بالليل على الساعة 10 في الفندق
ارسل رسالته وعلى وجهه ابتسامة خبيثة فهذا الضيف سيغير مجري مخططه
تنهد بسعادة و دلف إلى الشركة وهو يرى نظرات وهمسات الفتيات يتغامزن بأعجاب بهيبته وطلته الوسيمة 

لم يعيرهم ادني انتبه اتجه إلى مكتبه وهو يبحث عنها بعينيه لم يجدها على مكتبها تبدلت قسمات وجهه إلى الڠضب وقام بوضع يده على مقبس باب مكتبه وهو يحاول فتحه بقوة ولكن في تلك اللحظة كانت هي على وشك الخروج من مكتبه فقد اضاعت بعض الاوراق بالامس قبل ان يسحق يدها و يأخذها إلى المشفى وضعت يدها هي الاخري محاوله فتح الباب
وبمجرد أن فتح الباب بقوة اختل توازنها واصدمت به لتسقط بين يديه وعينيها متعلقه بعينيه وهو ينظر إلي تلك العينين التي سلبته عقله بالماضي تلك العينين كانت سبب سعادته يوما ما
اما الان اصبحت سببا لوجعه 
ابتسم بسخرية وهو يرها تائهة في بحر عينيه فأرخي يده عنها حتى سقطت ارضا فتألمت بصوت يكاد يكون مسموع وهي تنظر إليه پألم وعتاب فكل افعاله لا تلومه عليها ولكن تمنت للحظة ان ينظر إلي عينيها ويري ذاك العشق الكامن بهم
انقذها من شرودها صوته وهو يقول بتعملي ايه في مكتبي
اغمضت عينيها وحاولت النهوض وهتفت كان في كام ورقة ضايعة مني من امبارح وجيت اشوفها على مكتبك
هتف بعدم اهتمام وهي يعطي لها ملفا جديد اممممم طيب خدي الملف ده في عقد صفقة جديدة
عايزك تصوريه وتعملي كل نسخة في ملف لواحده اهااا كمان طبعا انتي عارفة اني بوسع مجالي في كل مكان واكيد عندك خبر بشركتي الجديدة الي اشتريتها
اخذت الملف من بين يديه وقالت اكيد عندي علم
عمار بأهتمام كويس جدا وفرتي عليا شرح حاليا المركز الرئيسي هيكون شركتي الجديدة ودي هتكون فرع تابع لها ثانيا انتي وكام موظف هتكونى معايا هناك علشان الموظفين هناك مش هيفموا عليا بسرعة
وكمان في خلال ساعة لازم تكوني هناك ومعاكي العقود دي علشان في اجتماع كمان ساعة اتفضلي دلوقتى
على مكتبك اعملي الي قولتلك عليه وحصليني على الشركة
هزت رأسها بأيجاب وهمت بالمغادرة ولكن اوقفها حديثه قائلا بتساؤل
ايدك عاملة ايه دلوقتى لسه بټوجعك
نظرت إلى يدها بسخرية وقالت دون ان تلتفت له
صدقني الۏجع الجسدي اسهل منه مفيش اي مسكن هيحل المشكلة انما الاصعب هو ۏجع الروح
القت كلمتها وانصرفت بينما كان هو شارد بتلك الجملة هل تؤلمها روحها كيف لها ان تتألم وهي من اصابته بالۏجع
قضي بعض الوقت في مكتبه ثم خرج وهو ينظر إليها وجدها منهمكة على الحاسوب فتحدث قائلا انا ماشى على الشركة هاتي الملف وحصليني على هناك فاضل نص ساعه والاجتماع يبدأ اوعي تتأخري
همت للتحدث ولكن انصرف وتركها
في حيرتها فلا يوجد معاها ثمن سيارة الاجري نهضت من مكتبها واخذت حقيبتها وهمت بالانصراف
ظل في عمل وهو يتحدث مع بعض الجزارين بالحي 
ليتحدث هو قائلا
انا مش بعمل حاجه غلط يا حاج صابر كل الحكايه اني عاوز الكل يأكل ولا الغلبان ملهوش مكان في البلد
صابر پغضب لم تنزل من سعر اللحمة 20 جنيه يبقى ناوي على خړاب بيوتنا
جمال بهدوء خړاب ايه يا معلم انت مش بتكلم واحد عبيط انت رافع سعر الكيلوا 110 الناس تجيب منين لكل ده وبعدين لو بعت بنفس السعر الي انا ببيع بيه هيطلعلك مكسب معقول ليه الطمع
صابر پغضب هو احنا شغالين امبارح احنا بقالنا سنين في الشغلانة دي وطفحين ال جاي انت على اخر الزمن تعلمنا الاصول والبيع
اغمض عينيه وهو يبتلع غصة في حلقه قائلا يا معلم الناس تعبت من الغلا والاسعار زي الزفت احنا ليه نكمل عليهم انت عندك مزرعة كبيرة وفيها بدل العجل 100 يعني مش هتخسر حاجه لو بعت بالسعر القديم وكمان نهدي شوية البلد مش ناقصه ولا الناس متحمله
صابر انا مالي بالناس كل الاسعار رفعت وكل الجزارين ماشيين على نظامي انت عارف البنزين بكام طيب شفت اسعار الخضار جاي تتكلم في اللحمة
جمال بنفاذ صبر هو ايه جاب اللحمة للبنزين لم يكون انت عندك العجول
من زمان وشريها بسعر رخيص تيجي لم الاسعار ترفع تبيع بسعر جديد يا اخي في شرع مين ده الناس شوية وھتموت من الغلا ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء
نهض من مجلسه وهو يشير إليه بتحذير قائلا انت كده بتلعب غلط يا جمال والسكة دي اخرتها وحشة وانت الخسران
جمال بهدوء محدش بياخد غير نصيبه اهم حاجة رضي ربنا عليا
لم يستطيع التحكم في غضبه اكثر فتركه و انصرف بينما تنهد جمال برضي وهو يزفر بضيق قائلا يارب استرها من عندك 
ثم نظر إلى هاتفه الذي لم يكف عن الرنين و اسم والدته الذي توسط شاشة الهاتف فأخذ الهاتف واجاب عليها قائلا سلام عليكم
كريمة وعليكم السلام
جمال خير يا امي في حاجة
كريمة  تعالي حالا على البيت سيب الي في ايدك وتيجى
جمال مالك في حاجة طيب مسافه السكة اكون عندك
اغلق هاتفه وخرج مسرعا من المحل وهو يصعد سيارته ولا يعلم لم اخبارته والدته ان يترك ما بيده ويذهب إليها في اسرع وقت
خرجت من الشركة وقد ايقنت بانها عليها السير إلى تلك الشركة الجديدة تنهدت بثقل وقالت بحزن يارب انا تعبت مبقاش ليا طاقة للعذاب ده كلوا اللهم لا اعتراض على حكمك 
مسحت عبراتها واكملت سيرها بخطوات سريعة تشبه الركض
على الجهة الاخري في غرفة الاجتماعات ظل ينظر إلى ساعة يده پغضب فقد انقضت ساعة كاملة وهي لم تأتي بالعقود حمحم بأسف وهو يعتذر للوكلاء وخرج خارج المكتب وبدأ يتجول ذهابا و ايابا وهو يكبت غضبه حتى رأها امامه وهي تلهث بشده كمن خرجت للتو من سباق 
اقتربت منه وقالت بأسف اسفة على التأخير بس
قطع حديثها صوته الاجهش قائلا حسابك معايا بعدين فين العقود
ازداد توترها وهي تري غضبه الكامن فاخرجت الملف من حقيبتها وبيدي مرتعشة قدمته له 
ليتناول الملف پغضب من يدها وهو يفحصه فتجمدت ملامحه واذدا الڠضب يتطاير من عينيه هتف بعضب ممكن افهم ايه ده
بعدم فهم وپخوف قالت العقود
ضغط بقوة على زراعها وقال بحدة انا قبل ما اخرج من الشركة اظن اني نبهت عليكي تصوري العقود دي وتعملي كل نسخة في ملف لواحده انطقي حصل
ولا محصلش
ابتلعت ريقها بصعوبة وتحاول التملص منه خوفا من غضبه فقد نسيت تماما امر العقود كل ما شغل بالها هو ان تصل قبل
الاجتماع تحدثت بتوتر اصلي كنت
قطع حديثها بعدما تركها وفتح باب المكتب وهو ينادي بصوته على احد العاملين بالشركة قائلا عمي محمد
الټفت عامل البوفيه إلى صوت عمار وقال پخوف ربنا يستر هو ماله شايط كده ليه
ثم تابع سيره في اتجاه عمار وقال خير يا بشمهندس اقدر اساعدك في حاجة
عمار پغضب وهو يشير صوب مرام قائلا تاخد الانسة دي وتعرفها مكان اوضة التصوير والمطبعة فاهم
حمحم الرجل قائلا بس يا بشمهندس في
قاطعه عمار بحدة تسمع الكلام في خلال 5 دقايق يكون
الورق
على مكتبي فاهمة
اومات رأسها بالايجاب وسارت بجوار عامل البوفيه إلى ان ارشدها على تلك الحجرة الكامنة في اخر الممر في الطابق الاخير للشركة لتدلف هي وقد تجمعت العبرات بعينيها على كل ما تمر به 
ثم نظرت إلى ماكينة التصوير وهي تري الاتربة تغطيها من جميع الاتجاهات كأنها لم يستخدمها احد منذ سنوات عدة تنهدت بثقل وبدأت في تشغيل الماكينة
بينما وصل جمال إلى المنزل وهو يلهث بشده خوفا على والدته ظنن بها انها اصابها مكروه وما ان دلف إلى الشقة و رأها امامه تجلس على الاريكة بالصالون ركض إليها وهو يتحسس وجهها بتمعن وقلق وهتف پخوف خير يا امي مالك ايه تعابك طيب يلاا نروح للدكتور لا انا هتصل بيه يجي حالا يطمني عنك
وضعت يدها على وجهه بحنو وهي تحاول اخماد ثورة خوفه وهتفت ايه مالك اهدا يا حبيبي مفيش حاجه انا كويسه
تنفس الصعداء وهو يتفحصها بهدوء ثم اضاف
طيب ليه كلمتيني وطلبتي مني اسيب شغلي واجي في اسرع وقت
نظرت إلى عينيه بحب وعلى و وجهها تجسدت كل معاني السعادة وهي تقول
انا معنديش في الدنيا اغلي منك انت كنت ابني وابويا واخويا وسندي كبرت قبل اوانك واتحملت شغل ابوك كله وخليت اجدع معلمين المنطقة يحترمونا والنهاردة بالذات حبك اضعاف في قلبي لان في حته منك هتيجي الدنيا
تلاشت تعابير وجهه ليحل محلها التعجب وعدم الفهم بينما اكملت حديثها بسعادة مش مصدقه اني هكون جدة وهشيل ابنك فتون حامل يا جمال هتبقي اب عن قريب
تجمد جسده مثل لوح الثلج وبدأ الڠضب يسيطر عليه كليا وهو يكز على اسنانه پغضب قائلا
نعم مين الي حامل
بحب وسعادة قالت فتون مراتك يا بني
لا يدري ماذا اصابه جنون ڠضب حقد كل ما يعلمه انه سي ها حتما هي ومن سمحت له بأقتحام عرضه وشرفه
بحركة سريعة نهض من مجلسه وهو يركض للخارج يصعد الدرج بخطوات سريعة كمن فقد عقله
بينما خرجت فتون للتو من الحمام بعدما اخرجت ما في احشائها وهي
تترنح يمينا ويسارا من فرط تعبها
انتبهت على صوت انغلاق الباب بقوة وهي تراه قادم إليها وملامحه لا تبشر بالخير
فنظرت إليه متسألة هو انت جيت امتي اص
صڤعة قوية نزلت على خدها الايسر اسقطتها ارضا لتنساب ال اء من فمها وهي تنظر إلى ملامحه الغاضبة
وبالتحديد غرفة الاجتماعات تابع حديثه وهو يشرح بعض الامور إلى الوكلاء وكانت ملامحه تشتعل بالڠضب إلى أن خرج صوت انذار الحريق و بدأ ينتشر في ارجاء الشركة وسط صرخات الموظفين بشأن الحريق الذي شب في الشركة
احد الموظفين في حريقة في الدور الاخير الكل يخرج برة الشركة
لحظات لم يستوعب ما طرق على اذنيه ثم انتبه على صوت الهرج والمرج الذي احتل الشركة واصوت صرخات الموظفين في كل مكان هبط سريعا إلى الاسفل وهو يحاول التأكد من ان لا احد من الموظفين يوجد بالشركة 
وبالفعل خرج الجميع إلى الخارج وهم ينظرون إلى الطابق الخامس بالشركة وذاك الحريق الذي اشټعل فيه وصلت سيارة المطافئ وبدأوا في اطفاء ذاك الحريق بينما تحدث احد الموظفين ده الحريق جاي من اوضة التصوير مين راح هناك مهي مقفوله من مدة طويلة من اخر مره عملت مس كهربي وكانت سبب في مۏت حسن الموظف الغلبان
انتبه إلى الحديث وهو ينظر إلى البناء پخوف حينما تذكرها وبدأت عينيه تبحث عنها بين الموظفين كالمچنون عقله توقف تماما ومن يبحث عنها الان هو قلبه الذي يابي نسيان عشقها قلبه
 

43  44  45 

انت في الصفحة 44 من 95 صفحات