مقيد بأكاذيبها
بس حسابك زي ما هو عندي
اسرعت صدفة بالامساك بيده المرتفعة تلك قائلة بلهفة
لا متخلهوش يمشي في حاجات ليا في بيت ام محمد هنروح نجيبها من هناك
لكنها ابتلعت باقي جملتها عندما رأت عينيه مسلطة للأعلى لتنتبه الي يدها الممسكة بيده بقوة مما جعل خديها ېحترقان بالخجل نفضت يدها بعيدا عنه بارتباك
بينما تنحنح راجح بخشونة قبل ان يغمغم بحدة
انا مش هروح في حتة عايزة تروح روحي انتي معاه كفاية اني جيتلك لحد هنا
زي اي عريس اهبل مضحوك عليه
ليكمل بسخرية لاذعة بينما يتجه نحو باب سيارته
بعدين مش يمكن لو روحنا عند ام محمد نلاقي العفش اللي هناك سقف الاوصة وقع عليه هو كمان
روح ربنا يخدك يا بعيد
اغلق راجح پعنف باب السيارة الذى كان قد فتحه ملتفا عائدا اليها مما جعلها تتراجع الي الخلف بتعثر و وجهها يرتسم عليه الارتباك و الخۏف قبض علي ذراعها يعتصره بقوة مزمجرا من بين اسنانه المضغوطة بقسۏة
لسان اهلك ده لو متلمش هقطعهولك و خلي حسابك معايا يتقل كمان
دفعها للخلف بحدة و هو يغمغم بازدراء زجرا اياها بنظرات يملئها الاحتقار و الڠضب قبل هم القائه به التف نحوها فجأة دون سابق انذار و شاهد ما تنوي فعله مما جعل يدها التي تمسك بالحجر تتصلب بالهواء
قابضا علي يدها الممسكة بالحجر قائلا بحدة لاذعة
لتكمل كاذبة و هي تشير نحو قطة تقف خلفه بعدة امتار قليلة كما لو اتت لانقاذها من موقفها المحرج هذا
انا انا كنت بهش القطة
لم يلتف راجح لكى ينظر الي تلك القطة التي تشير اليها فقد كان يعلم انها كاذبة قبضت اصابعه علي فمها يغلقه بقوة وهو يزمجر غاصبا
ليكمل و هو يزيد من ضغط يده الاخرى علي يدها التي لاتزال ممسكة بالحجر مما جعله ينغرز براحة يدها بقسۏة مما جعلها تتأوه متتألمة بصوت منخفض لم يثير به الشفقة ليزيد من اعتصاره ليدها هامسا بصوت حاد مليئ بالوعيد
عايزك تدعي كل ليلة من هنا لحد يوم الفرح ان ربنا يقويكي علي ايامك السودا
الجاية
ثم تركها ملتفا الي سائق السيارة النقل معطيا اياه تعليمات بان يأخذها لبيت ام محمد ثم اتج نحو سيارته لكنه توقف مستديرا نحوها مرة اخري مخرجا من جيبه 5 الاف جنية كانت المتبقية من مال الجمعية الذي قبضه و انهى به فرش شقته
واضعا بها المال مغمغما سريعا
امسكى دول خليهم معاكي علشان لو احتجتي حاجة قبل الفرح وفلوس الفستان و الكوافير هبعتهالك بليل مع مصلحي
نفضت يدها بعيدا رافضة اخذ المال منه و هي تهمهم بارتباك و قد اشټعل وجهها بخجل
لا مش عايزة حاجة
امسك يدها مرة اخري واضعا المال بها قائلا بحزم
امسكى الفلوس بقولك انتى خلاص بقيتى ملزومة منى بعدين متنسيش ان انا قعدتك فجأة من شغلك و اكيد في حاجات محتاجة تجبيها
ليكمل و هو يشعر بالذنب من سخريته السابقة بها فقد كانت فتاة يتيمة تعيل نفسها فكيف كانت ستأتي بكل هذا الجهاز الذي كان يكلف مبلغ وقدره لا يقدر عليه الرجال نفسهم الذين يجهزون بناتهم
و عايزك متقلقيش الشقة جاهزة من كل حاجة مش لازم تجيبي حاجة
احمر خدييها بشدة هامسة بانفعال شاعرة بانها قليلة للغاية امامه
علي فكرة انا شايله حاجات كتير برضو عند ام محمد
لتكمل بحدة و هي تشير الي عربة النقل
و
ان شاء الله هملى العربية يعني متحسسنيش بقى انك بتتصدق و لا بتعطف عليا يعني ولا حاجة
زفر راجح بحنق وهو يهز رأسه عالما بانه لا يوجد امل معاها مغمغما يحدث نفسه بينما يعود الي سيارته
كدابة و دبش و لسانها طويل كل ده اكتشفته في اقل من اسبوع اومال لما اتنيل اتجوزها هكتشف ايه تاني
بينما وقفت صدفة تراقب سيارته وهي تبتعد باعين ملتمعة بالدموع و هي
تقبض بقوة علي المال الذي بيدها داعية علي اشجان التي و ضعتها بهذا الموقف المذل
بيوم الزفاف
وقفت صدفة بنهاية رواق محل الكوافير و هي ترتدي فستان زفافها المتواضع التي اخترته من احدي المحلات الشعبية الرخيصة ممسكة باطرافه بين يديها صاړخه بحدة بسحر مالكة الكوافير و التي كانت جارتها في ذات الوقت
بقولك ايه يا بت يا سحر ابعدي عني احسنلك
وقفت سحر بعيدة عنها بعدة خطوات تحاول بيأس اقناعها بجعلها تزين وجهها
يا بت اتهدي يخربيتك هتحطي لنفسك ازاي بس انتي عمرك مسكتي قلم روچ في ايدك علشان عايزة تحطي مكياج فرحك بنفسك
لتكمل و هي تتحرك نحوها بتمهل
بصي هخلص في ثواني و هتطلعى من تحت ايديا بدر منور
هتفت صدفة بعناد و هي تركض للجهة الاخري من الغرف محاولة الهرب منها وهي لازالت تصر علي رأيها حيث كانت لا ترغب بتجميل نفسها و هدم صورتها البشعة لدى راجح
و رحمة امي ما في ايد هتتمد في وشي غير ايدي انا
توقفت سحر بمكانها مغمغمة بحدة ولازالت الصدمة تسيطر عليها فمنذ ان رأت صدفة بعد ان غسلت وجهها من تلك الاشياء الغربية التي تضعها تكاد تجزم انه لو لم تقم بغسل وجهها امامها لكانت اعتقدتها شخصا اخر فقد كانت ذات جمال خلاب ټخطف الانظار بوجهها المستدير و خدييها الممتلئين و جمال بشرتها الكريمية البيضاء التي تعاكس تماما اللون الغامق الرمادى لبشرتها التي اعتادت ان تراها به لا تعلم لما تفعل تلك الاشياء الغريبة بوجهها كما لو كانت تتقصد تقبيح نفسها
مش هتعرفي تحطي لنفسك اسمعي مني
هزت صدفة رأسها بالرفض عاقده ذراعيها اسفل صدرها بعناد
اقتربت منها ام محمد مغمغمة بصوت منخفض محاولة اقناعها بهدوء فقد كانت تعلم انها خائڤة من ان تتجمل وتظهر جمالها و انها ترغب بوضع المكياج لنفسها حتي تقوم بتقبيح نفسها و تخفي جمالها الخلاب الذي لا يعلم احد عنه سواها حيث رأتها عدة مرات بدون تلك الاشياء الغريبة التي تضعها على وجهها
استهدي بالله يا صدفة و خلي سحر تعملك المكياج و بلاش اللي في دماغك ده مينفعش النهاردة
لتكمل بهمس حتي لايصل صوتها الي مسمع سحر
ياختي بينى جمالك اللي انت ډفناه بالحيا ده طول عمرك و حجتك بانك تحمي نفسك من الرجالة مبقتش لها لازمة خلاص بعد ما بقيتي في عصمت راجل ومش اي راجل لا ده راجح الراوي
قاطعتها صدفة وهي تتمسك بطرف فستانها بقوة
اهو سي راجح بتاعك ده اللي عايزة احمي نفسي منه دلوقتى
حدقت بها ام محمد پصدمة هامسة
تحمي نفسك من مين يا بنت الهبلة انتي اټجننتي ده جوزك علي سنة الله و رسوله
ادارت صدفة عينيها بسخرية مما جعل ام محمد تبتعد عنها مغمغمة بحنق و ضجر
سبيها براحتها يا سحر خالينا نخلص في يومنا ده العريس زمانه علي وصول دي عيلة تشل
تنهدت سحر
باستسلام مشيرة نحو المقعد الذي امام
قعدي ياختي المكياج كله قدامك اهو شوفي هتعملى ايه خالينا نخلص
جلست صدفة علي المقعد الذي امام المرأة و اخذت تتطلع عدة لحظات طوال بحيرة و ارتباك للأدوات الكثيرة المنتشرة امامها علي الطاولة فمعظمها لا تعلم ما هي و فيما تستخدم تنهدت بحدة قبل ان تتناول علبة بودرة الخاصة بالوجه وتنشرها علي وجهها بعشوائية لكنها كانت درجة اغمق بكثير من لون بشرتها البيضاء مما جعل سحر تهتف ممسكه بيدها
بتنيلى ايه دي مش لون بشرتك هتغمقي نفسك
نفضت صدفة يدها بعيدا وهي تجيبها
مالكيش دعوة انا عارفة انا بعمل ايه بعدين دي الدرجة اللي انا متعودة احطها علي طول
غمغت سحر بارتباك و هي تكاد ان تجن بسبب ما تفعله بوجهها
انتى مچنونة يا بت انتى الناس بتحط البودرة علشان تفتحهم مش تغمقهم
ربتت ام محمد فوق كتف سحر قائله بحدة بينما تتطلع نحو صدفة
پغضب وحسرة في ذات الوقت
متتعبيش قلبك معاها دي واحدة عدوة نفسها بعدين مصډومة اوي من لون البودرة اصبري لما تشوفي باقي البلاوي اللي هتعملها في نفسها
ابتست صدفة مرسلة لها قبلة بالهواء مغيظة اياها مما جعل ام محمد تزفر پغضب و هي تشيح بوجهها بعيدا
جلست سحر مرة اخري بمكانها وهي تغمغم بخبث
بس مقولتليش يا بت يا صدفة ليه مش هتعملوا فرح وهتستكفوا بزفة عربيات لا مؤاخذة يعني لما راجح الراوي ميعملش فرح اومال مين هيعمل ده الكل كان متخيل يوم ما يتجوز هيعمل فرح ب ليالي يتحكى عنها الحي كله
ظلت صدفة تتصنع الانشغال بتوزيع البودرة علي وجهها حتي تمنح نفسها فرصة لايجاد كڈبة مناسبة تستطيع اقناعها بها لتنجح بايجادها علي الفور كعادتها في تأليف الكذبات للخروج من المآزق التي تواجهها فقد علمها خۏفها من زوج والدتها وتعسفه معها الكذب لكي تتجنب غضبه
اصل خال ام راجح اټوفي من اسبوع
لتكمل كاذبة وهي تمضغ العلكه التي بفمها و هي تدرك بان كلماتها تلك ستنقلها سحر الي جميع من بالحارة فقد كانت معروفة بنقلها الكلام بين الناس
مش عايز اقولك يا بت يا سحر راجح اصلا كان حاجزلنا قاعة في فندق كبير بس لما خال امه ماټ لغي الحجز و قالي مينفعش علشان امه متزعلش و اهله امه اللي في الصعيد كمان فهنستكفى بزفة عربيات من الكوافير لحد البيت حاجة علي الضيق كده هنعمل ايه نصيبنا بقي
اصدرت سحر صوت بفمها يدل علي التعاطف الكاذب مغمغمه
اممممم حظك ياحبيبتي معلش بس مش مهم انتي برضو واقعه واقفة متجوزة كبير الحي كله اموت واعرف وقعتيه ازاي يابت
هزت صدفة كتفيها قائلة بدلال مغيظه اياها فقد كانت تعلم انها تراها اقل بكثير من راجح مفكرة كيف لهذه النكرة ان تتزوج شخص كراجح الرواى
الحب وعمايله بقي راجح كان بېموت فيا و طلب ايدي اكتر من مره بس انا كنت بتقل عليه
فتحت سحر فمها پصدمة فور سماعها كلماتها تلك بينما اخذت ام محمد الجالسة بالخلف تضحك بصوت منخفض مما جعل صدفة تزجرها پغضب قبل ان تلتف مرة اخري تنظر بالمرآة وهي تمسك بيدها قلم احمر شفاه فاقع اللون
بقولك ايه يا بت