ردينه والنخله العجيبه
من جيرانهم بجانب النخلة المقطوعة تجمع عيدان الحطب من الطريق و تحمله فوق رأسها
فشاهدت في قلب النخلة حبة بلح ناضجة كانت هي كل ثمرها فقطفتها ووضعتها في قفتها واستمرت تواصل سيرها تجمع عيدان الحطب إلا انها بدأت تحس بالقفة تثقل فوق رأسها وكلما سارت ازداد ثقلا مع انها لم تجمع فيها شيئا كثيرا من الحطب فحطته من فوق رأسها ونظرت إلى داخله لتتعرف على سبب ثقله فوجدت حبة البلح تكبر بسرعة داخل القفة مسببة ذلك الثقل فأعادت حمله وواصلت سيرها وهي تتعجب من ذلك ولما وصلت البيت غطتها بخرقة قماش لترى ماذا سيكون من أمرها ومرت الأيام وحبة البلح تكبر وتتضخم وعندما توقف نموها ويبست تشققت وخرجت منها طفلة صغيرة وجميلة فرحت بها العجوز التي عاشت حياتها وحيدة لا يؤنس وحدتها أحد من الأهل أو الأقارب واعتبرتها ابنتها وراحت تربيها وتعتني بها وهي تنمو وتكبر وتزداد جمالا وعندما رجعت الفتاة شابة تولت أعمال البيت بمفردها وركنت العجوز إلى الراحة والرضى يملأ نفسها إلا انه مع الأيام أخذ الخۏف يساورها من ان تفارقها الفتاة في يوم من الأيام وترجع هي إلى وحدتها وسابق حياتها فعملت على تشديد حراستها عليها وحرصت على ابقائها في البيت لتخفيها عن عيون الناس لكي لا يتعرف عليها أحدهم فيكون سببا في فراقها
فراقها
انزعجت العجوز لمعرفته بوجود الفتاة في بيتها إلا أنها ضبطت اعصابها وأجابته منكرة ومستغربة أتسخر مني بكلامك هذا تطلب مني ومن متى كان لدي أبناء أو بنات
لو كان لي أبناء أو بنات لساعدوني وأعانوني ولجلست في بيتي بدلا من السير في الطرقات أتسول وأجمع عيدان الحطب كيف تسألني هذا السؤال وأنت تعرف أني أعيش لوحدي
أثرت عليه بلهجتها خاصة وهو على معرفة بحالتها فلم يشأ ساعتها أن يدخل في جدال وتحد معها من أول يوم يفاجئها فيه