رواية حياة بقلم جهاد محمد
شدد البرود ... اقترب منها سمر وصافية ينظرون لها پصدمة كبير حتي سامح الذي
احس اتجها بالحزن عليها
صافية وهيا تحاول اطمأننها
ولكن كانت مزالت ترتعش نظرت صافية لسامح وهيا تبكي اعمل حاجة يا سامح البنت يضيح مننا
سامح سعدوها بس نوصل لحد عربيتي وبعدين نطلع علي اقرب مستشفيي
...............................
مر الايام ومزالت حياة قي عالم اخر
صافية مبقاش لينا قعادة في البلد دي يا سمر كفاية الي جرلها والي جرالي ... عايزة تستني انتي كمان يحصل فيكي زي الي حصل لينا
صافية هيعمل ايه اكتر من الي عملة يعني ... يلا يلا نرجع بلدنا أولي بينا
حملت حياة عليهم وهيا تسير معهم بدون اي رد فعل أو اعتراض وبفعل ذهب الجميع للعودة الي بلادهم التي اشتاقوا لها كثير .....
دلف سامح المكتب علي مراد الذي كان يصدر أوامره لمساعدة الجديدة ... جلس أمامة وهو يشاهده بصمت بينمي ابتسمت الفتاه لمراد وهيا تخفض رأسها تحت امرك يا فندم ... اي طلبات تانية
خرجت المساعدة من المكتب.... هاتف سامح بستغراب لمراد وهو يسألة ايه القوة وجبروت الي فيك دول
نزلت شغل عادي واكن مفيش اي حاجة حصلت
مراد وايه الي حصل عشان منزلش شغلي
سامح بقولك ايه انا عارف ان جواك بركان من زعل بس
قطعة مراد بصرامة سامح قفل علي الموضوع ده
مراد وانا مالي ... دي صافحة وانتهت وياريت تنتهي بنسبالك
سامح يعني ايه بقي
مراد يعني تنسي صافية خالص
نهض سامح وهو ينظر لمراد بديق انت قدرت تنسي حياة بسرعة دي انت حر ... بس انا مستحيل انسي صافية وهوصل ليها لو في ابعد مكان
ابتسم بسخرية ثم نظر الحاسوب وهو يتجاهل كلام سامح
.................................
أغمضت عيناها وهيا تبتسم براحة كبيرة عندما اتت لهذا المكان الذي كان يصتحبها ولدها من سنوات قبل وافته ... افتحت عيونها وهيا تنظر لمنظر النيل البديع وهيا تشم نقاء الهوا براحة غريبة في بلادها الحبيب
اقترب منها وهو مسلط أنظاره عليها مبتساما بافرحة عندما علم أنها أتت هنا
نهضت بفزع بعد استمعت لهذا الصوت ... نظرت له متسعة عيناها پصدمة هاني
نهض هاني وانظار العتاب تمتلأ وجه أيوة هاني
الي هربته منه يا حياة
تنهدت وهيا تقترب منه مهربتش منك انا كنت خاېفة عليك وانت عارف كده كويس
هاني خۏفتي عليا من مين من خالك ظالم
حياة اديك قولتها ظالم
هاني بقالك في البلد أكثر من عشر ايام وعرفت بصدفة مهنش عليكي تيجي وتشفيني ... تسلمي عليا حتي
حياة كان ڠصب عني انا لسه يدوبك بشم نفسي يا هاني
هاني رجعتي ليه يا حياة
ابتسمت بسخرية وهيا تسدير تنظر لنيل عشان عرفت أن الألم والحزن مكنهم جوايا مش مرتبط بالمكان يا هاني
الاحسن ليا أن اواجه مش اهرب
هاني هروبك كان أكبر غلط خصوصا لما الناس كلها بقت تكلم انك كنتي
ابتسمت بسخرية وهيا تقطع كلامة زي امها
هاني مقصدش بس انتي الي اديتي لناس فرصة تكلم عليكي كان لازم توجهي
حياة مبقاش ينفع العتاب اديني جيت واخدو اقوالي
وقولت كل الي عندي
هاني لازم تخافي يا حياة ... خالك حتي
هيحصل فيا ايه اكتر من الي حصل ... سيبك المهم قولي عامل ايه في حياتك
هاني عادي ولا حاجة ... اتخرجت من كلية الهندسة واشتغلت في شركة موظف هنا في البلد ... اديني بدور علي بنت الحلال بقالي اكتر من عشر سنين بس الحمدالله شكلي لقتها
ابتسمت ابتسامة مجاملة ثم حولت تتهرب منه
حياة انا لازم ارجع
وقف أمامها وهو ينظر لها لازم تعرفي أن مش هسيبك تمشي من حياتي تاني ... انا معاكي يا حياة وانا الي هعوضك لأن عشته معاكي وانا اكتر حد ممكن يفهمك ويفهم وجعك وعشان كده
انا هفضل جمبك وحواليكي حتي لو من بعيد
نظرت له بحزن علي كلامة الذي اتعب قلبها من جديد ثم ابتعد مسرعا تذهب من هنا
..........................................
جلس
المحامي وهو ينظر لمنصور بستغراب وديق ثم سألة ساكت ليه يا منصور بيه
منصور علي ايه يا محامي انت
المحامي احنا معانا
منصور مش دلوقتي
المحامي انت بتفكر في ايه
منصور لازم اخليها تعيش حياتها وتحس بالأمان وترجع زي الاول وهوب اضرب ضړبتي عشان ميبقاش ليها اومة
ضحك المحامي وهو ينظر لمنصور دماغك ذهب يا منصور بيه ... وبعدين هيا ليه اومة بعد ما يتحكم عليها بالاعډام
ضحك منصور بقوة وهو ينظر أمامة نفسي يجي اليوم استلمها عشان اډفنها بإيدي دي
وضعت يداها علي خدها وهيا تنظر لهم يعني هنفضل كده من غير شغل
صافية نعمل ايه يا حياة هاني اخد ورقنا لسه مبقلهوش يومين
قامت حياة وهيا تضع يداها علي وسطها بس انا مش هستني هاني لما يشغلني ... انا هشتغل بنفسي
ضحكت ببلاها وهيا تنظر لها سمر وهتشتغلي ايه هنا وكيلة وزارة
حياة لا يا خفيفة ... هشتغل بياعة
صافية وهتبيعي ايه
حياة اي حاجة ...المهم نشتغل بقي
سمر صدقي فكرة
صافية يعني احنا نتعب ونشقا كل سنين دي في دراسة عشان في الاخر نبيع
حياة جمب شغلنا ده لو في شغل اصلا
صافية بتفكري في ايه يا مچنونة
اقتربت حياة منهم ثم جلست وسطهم وهيا تشرح مشروعها الصغير بصي يا ستي
انا هشتري عربية صغيرا كده محندقة وهخلي ماما رجاء تعاملنا الاكل المعتبر
سمر اه وبعدين
حياة ولا قبلين نبيع فيها اكل ماما رجاء
صافية وهتقفي فين يا فلاحا ... البلد كلها ستات بيوت يعني مش مستنين منك تبيعي الي بيعملوه
ضحكت بسخرية وهيا تنظر لهم لا يا ذاكية انتي وهيا
انا هقف بالعربية في الجبل
سمر جبل ايه يا مچنونة ده مقطوع وكلوا صحرا
حياة ده كان زمان تعالي شوفي رمموا كل الآثار الي هناك وبقي يجي سياح كتير اوي وكمان سمعت أن في قرية كبيرة هتفتح هناك قدام نيل علي طول يعني هيبقي في عمال وناس وسياح
نظرت صافية لحياة بأعجاب صدقي فكرة حلوا
ابتسمت حياة لهم وهيا تهاتف بمرح يبقي هتسعدوني
صافية لحد مشتغل اه
سمر وانا كمان هسعدك
حياة يبقي حلو مش هيبقي ناقص الا تراخيص ودي هاني بقي هيخلصها
ضحكت سمر وهيا تغمز لصافية قلتيلي هاني
اخذت حياة الوسادة ثم قامت بضربها
اڼهارت سمر وصافية من ضحك علي شكل حياة الغاضب بينمي قامت تذهب وهيا ټلعن بيهم
اقتربت صافية وهيا ټضرب سمر بخفة ايه الي بتقليه ده بس
سمر الله ماهو واضح اوي زي فين شمس اندمجوا مع بعض من ساعت ما جينا هنا
صافية حياة بتتعامل مع هاني زي اخوها
سمر عارفة وعارفة أنها بتعمل كل ده عشان تنسي مراد بس لازم نشجعها أنها تنساه ونشوف هاني هو الوحيد الي عارف عنها كل حاجة ومن رغم كده متقبلها وبيموت فيها
صافية عندك حق ... ده من ساعت مطينا البلد من ست شهور شهور وهو مسبهاش ولا لحظة لولاه كانت زمنها علي حزنها
سمر عشان كده بقولك سعديني نقربهم من بعض
صافية فعلا ده الي لازم يحصل
رمي الاوراق وهو ېصرخ بيه من شدد التعب والارهاق كفاية يا مراد مش قادر عايز انام ... كان يوم اسود لما شركتك الموضوع ده
ضحك مراد وهو يدفعه بالقلم الذي يمكسة بقولك ايه دي العمر
بنسبالك .... دي قرية سياحية
سامح أيوة بس بلد مش مشجعة يعني عشان نعمل فيها اول قرية سياحية
مراد بلعكس دي بلد كلها مناظر طبيعية والي عرفته أن هناك السياحة شغالة وكلو تمام
سامح المفرود نسافر قبل ما نمضي عقد الأرض
مراد مش قبل ما يعاينوا الناس الي جاية بعد يومين لو عجبتهم هنتكل علي الله ونمضي وبعدها نبدأ مشروعنا
سامح كده هنحتاح نتواجد هناك انا وانت
مراد اه طبعا
سامح طيب عندك مكان ولا
مراد اه في كوخ هناك بستأجر فوق جبل ... علي نيل علي طول
سامح. هيا البلد دي اسمها ايه
مراد هيا بلد صغيرا كده قريبة من محافظة الدقهلية
اسمها علي ما اتذكر قرية المنصورية
اتسعت عيونة وهو يستمع لأسم بلد پصدمة
معقول منصورية
..............................
وضعت السندوتشات التي جهزتها في العربية الصغيرة ثم وقفت وهيا تنظر لهاني الذي كان يسعدها هاني
نظر هاني لحياة وهو يصيح بيها ايه يا غلابوية عايزة ايه
حياة
ابدا كنت عيزاك تنده علي السياح كده عشان نلفت انتبهم
هاني امشي يا بت
حياة بت لما تبتك
هاني بقولك ايه لمي دورك والا
اقترب منه وهيا تضع يداها وسطها مصطنعة الڠضب والا ايه بقي يا استاذ هاني
ابتسم هاني وهو يسرح بيها والا هاخدك من هنا واتجوزك
ابتسمت بخجل وهيا تبعد خصلات شعرها بحبك
حياة بطل
هاني وافقي وحيات ابوكي بقي ... انا خلاص استويت
بعد أطلقت ضحكة قوية جزبت كل السياح التي علي سطح الجبل
ڠضب هاني وهو يصيح بيها الناس جاية علينا لمي ضحكتك بقي
حياة حاضر ياعم الغيور ثم عادت تنظر لسياح التي انتبهوا لها ... بدأت حياة تبيع أكثر من نصف السندوتشات
من اول ليلة لها في هذا المشروع الصغير في قريتها الصغيرة في قرية المنصورية
..............................
طرق الباب وهو يحمل الورد بينمي كانت تنظر له ولدته بقتضاب دي اخرتها تروح تخطب حياة
بنت مريم الي كانت
قطعها هاني پغضب ماما لو سمحت احنا اتفقنا علي ايه
نظرت له بسخرية ثم عادت نظر بعيدا عنه
افتحت سمر الباب وهيا ترحب بيهم اهلا يا هاني اهلا يا طنط اتفضلوا
دخل هاني ومعه ولدته الي صالون بينمي كانت صافية تحاول إقناع حياة بخروج لهم
ابتعد حياة عنهم وهيا تصرخ بيهم ازاي تقولي حاجة علي لساني يا صافية ازاي
صافية يا بنتي مش هتلاقي واحد احسن من هاني
والله بيحبك
حياة بس انا مبحبوش مبحبوش
صافية بس بتحبي الي رفض يسمعك ويديكي فرصة تدفعي عن نفسك
نظرت لنفسها في المراء وهيا تمنع بكأها مراد صفحة واتقفلت خلاص
صافية يبقي تطلعي لهاني وتوافقي علي جوازك منه
جربي تسمعي كلامي مرة واحدة بس يا حياة
حياة حرام عليا اظلموا يا صافية
صافية لا مش هتظلميه انا متأكدة أن مع الوقت هتحبيه
يلا بقي يا حياة يلا
اخذتها صافية الي خارج وهيا تسير بيها ... وصلت إليهم وهيا تنظر لهم بابتسامة مصطنعة ... نهض هاني ثم اقترب منها يحدثها وانظاره عليها حياة انا بحبك وعايزة أجوزك
ها قولتي ايه
ضحكت حياة علي طرقته الطفولية ثم ابتسمت له وهيا تهز راسها