الجمعة 27 ديسمبر 2024

قوت القلوب بقلم سلمى سمير

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات

موقع أيام نيوز

الساعة دقت 12 بليل رميت شنطتي اللي لمېت فيها أهم حاجات بستخدمها ولبسي وكل أوراقي من شباك أوضتي. نزلت في هدوء لتحت وخرجت من باب المطبخ أخدت الشنطة اللي رميتها ومشيت بشويش لحد ما وصلت لبوابة الفيلا الخلفية. ولأني مش أول مرة أهرب كنت عارفة أن في الوقت دا كل يوم البواب بيكون بيقفل البوابة الرئيسية للفيلا قلبي كان هيقف وأنا شيفاه جاي ناحيتي بس أخد حاجة ومشي تاني. خرجت بسرعة قبل ما يرجع تاني وجريت.

جريت كأني كنت في سجن وبواباته افتحت فجأة!
كنت بجري وأنا جسمي بيرتعش لحد ما اتأكدت إني بعدت تماما ف وقفت وجسمي بدأ يهدأ واحدة واحدة واڼهارت من العياط.
محطة القاهرة صباح اليوم الأول
لو سمحت قطر سوهاج هيطلع امتى
قدامه ربع ساعة وطالع.
شكرا.
مستنتش حتى يرد وجريت على شباك التذاكر وأنا بقطع تذكرة بسرعة طلعت أدور على الرصيف وأنا جسمي كله بيرتعش. حاسة أن بتحرر من السچن اللي كنت عايشة فيه وأخيرا دخلت القطر!
قعدت مكاني وأنا بأخد نفسي بسرعة. من امبارح بليل وأنا بحاول أبعد تماما عن بيتي وبلدي وأي مكان ممكن حد يعرفني فيه.
لحد ما قررت أني أروح بلد بعيدة. أيديهم مطولنيش فيها ولا يعرفوا مكاني بعد كام يوم من هروبي.
كنت اتعرفت على واحدة عن طريق الفيس بوك من سوهاج وهي اللي شجعتني أروحلها على الأقل لما أبعد عن القاهرة وكل معارفي فيها مش هيعرفوا مكاني!
كنت قاعدة بفرك في أيدي ومتوترة لحد ما القطر بدأ يطلع وبدأت أهدأ وفجأة اتفاجأت بالشخص اللي قعد جنبي!
هو حضرتك مكانك هنا
أيوة في حاجة
لا لأ
كنت بدعي ربنا ميقعدش جنبي راجل لأني هتوتر أكتر وهكون خاېفة طول الطريق. وأنا منمتش من إمبارح ومحتاجة أنام! لكن الحظ محالفنيش لما الشخص دا قعد جنبي.
عملت نظرة سريعة على القطر لقيته كله مليان بصيت على الشخص اللي قاعد جنبي تاني. كان باين عليه هادي وشخص محترم فطمنت نفسي شوية.
أول مرة تروحي سوهاج
بصيتله ومردتش كنت عارفة أنه أخد باله إني ببص عليه كتير فبصيت قدامي بسرعة من غير ما أدي أي رد فعل.
كمل كلامه
أنا آسف لو بتطفل بس أنتي باين عليكي متوترة!
بصيتله تاني من غير ما أتكلم وبعد كدا بصيت للشباك من جوايا عايزة أرد يمكن التوتر يقل لما أتكلم مع حد لكن مكنتش عايزة أفتح حوار مع حد نهائي لحد ما أوصل. وكدا أفضل
الموبايل فجأة اتهز جوا الشنطة. جسمي ارتعش واټخضيت وأنا بطلعه بسرعة والتوتر بان عليا أكتر. أنا فاكرة إني عملاه airplane mode لحد ما أشتري خط جديد بدل اللي فيه فمن التوتر طلعت الشريحة بسرعة ورميتها من الشباك.
سمعت صوت ضحكته من جنبي أنتي هربانة من حكم عليكي ولا إيه
بصيتله بعصبية نسبية وبصيت قدامي.
طب خلاص خلاص متعصبيش نفسك. بس على فكرة أي حد يقدر يعرف مكانك عن طريق الموبايل نفسه عادي جدا.
سكت شوية وأنا بفتكر هما إزاي بيقدروا يعرفوا مكاني بعد كل مرة بهرب فيها واكتشفت أن دا ممكن يكون السبب ف غمضت عيني وأنا برمي الموبايل من الشباك.
يانهارك أبيض دا أنتي كمان مچنونة!
واضح أنها بداية مبشرة. ألف في الشوارع طول الليل يقعد جنبي راجل مش عارفة بسببه أنام وقاعدة مش على بعضي. فوق كدا يطلع شخصية متطفلة مستفزة. وفي الآخر أرمي التليفون.
الله يستر في اللي جاي.
عدا شوية وقت وأنا بفرك في أيدي ومتوترة. يمكن قلقانة من الجاي لكني حاسة بفخر اني أخيرا. أخيرا قدرت أهرب من استبداد عمي ومراته.
بصلي تاني واتكلم بهدوء طب هو أنتي مبتتكلميش! خارسة يعني
نعم!
يا شيخة. ايه دا أخيرا رديتي
في إيه
بصلي بإستعطاف اتكلمي معايا. الطريق طويل وأنا أول أسافر وأنا لوحدي وأنتي شكلك متوتر أو خاېفة من حاجة.
ابتسمت لطريقته وملقتش غيري تتكلم معاه
أنتي اللي قاعدة جمبي أنتي رميتي التليفون ليه مش عايزة مين يعرف مكانك!
بصيت قدامي وأنا مترددة أحكي ولا أسكت! أنا طول حياتي ملقتش حد أحكيله ولا عرفت أشيل شوية من اللي علي قلبي! لكن دا بردو شخص. شخص معرفوش!
شاف الحيرة في عيني فاتكلم اطمني.
مسافة ما هننزل من القطر ولا أنا ولا أنتي هنشوف بعض تاني.
بصيت في عينيه وأنا شايفة عينيه كلها صدق!
اتنهدت اه هربانة. هربانة من حكم مليش أي ذنب فيه غير أن أبويا وأمي ماتوا وسابوني لوحدي. وقتها أخدني عمي أعيش معاه هو ومراته وابنه. كنت فاكرة في الأول أنهم طيبين من معاملتهم ليا لكني اكتشفت أنه بيعمل كل دا علشان يكون وصي علي أملاكي. وأنه عنده حقد كبير من ناحية بابا وبيطلعه عليا أنا.
أخد البيت وأخد الشركة لكن كل حاجة ما زالت بإسمي ف أنا يا إما أتنازل عن كل دا وبعدها هيرميني في الشارع أنا واثقة يا إما يستني لحد ما يجوزني ابنه اللي أصغر مني ب 3 سنين علشان بردو كل حاجة تروحله.
بصيتله وأنا عيني فيها دموع أنا تحت الټهديد كل يوم. وأنا لوحدي مفيش أي حد يقف ضدهم معايا.
أنا مش عايزة حاجة من كل دا. أنا بس كنت مستنية منهم الآمان اللي فقدته وسطهم.
كان باصصلي بكل إهتمام وهو بيسمعني وابتسم ابتسامة هادية وسكت.
أخدت نفسي.
هو دا اللي أنا كنت عايزاه أحكي وأسكت مش عايزة رد.
وأنت رايح سوهاج ليه
بان عليه الفرحة إني غيرت الموضوع وبدأت أتكلم بلدي. جامعتي في القاهرة وبسافر كل ترم.
بتدرس إيه
طب. خلاص باقيلي سنة الإمتياز
بجد
وأنتي بقا
أنا درست تجارة بس أنا خلصت السنة اللي فاتت.
ضحكت وأنا بكمل كلامي ومن ساعتها وأنا بحاول أهرب.
ومكنتيش بتعرفي
لأ كنت بعرف لكنهم كانوا بيعرفوا مكاني. هما مش عايزيني بس عايزين التنازل ودا مش هيحصل غير بموافقتي أنا مهما عملوا فيا عمري ما هتنازل.
ما أنتي كدا مش هتعرفي تعملي حاجة طول ما إيديهم على الورق.
سكت شوية قبل ما أرد أنا سړقت الورق. ودا اللي خلاني المرة دي أبعد تماما أبعد من غير رجعة وأبدأ حياتي في مكان تاني بعيد عنهم.
أنتي عارفة حد في سوهاج!
واحدة صاحبتي هقعد عندها لحد ما أموري تستقر.
عارفة مكانها
لأ هي قالتلي قبل ما توصلي كلميني وأنا هجيلك المحط.
قطعت كلامي لما أدركت أني رميت الموبايل! رميته وأنا مش عارفة هي بيتها فين ولا في أي مكان!
بصيتله تاني وهو مستني مني رد لكني مصډومة!
بس أنا هكلمها إزاي أنا رميت الموبايل.
بسيطة. كلميها من عندي.
ما هو أصل. أصل يعني انا مش حافظة الرقم.
بعد تفكير انتي أكيد عارفة اسمها طبعا صح
اه طبعا
خلاص تاهت ولقيناها أنا أخويا الكبير له معارف كتير وهيعرف يوصلك ليها.
بان عليا التوتر وبصيت قدامي وأنا بالي انشغل تفكير.
لاحظ توتري احم. مټخافيش أنا معاكي
بصيتله وابتسمت ابتسامة متوترة. طول الطريق كان بيكلمني ويفتح كلام. وأكلنا مع بعض بعد ما كان
مليش نفس أبدا روحه مرحة جدا خلاني محسش بالطريق. حكالي عن نفسه وإزاي

أقنع أهله وبالذات أخوه يدرس في القاهرة.
محطة سوهاج مساء اليوم الأول
يلا تعالي معايا.
على فين
على البيت
رجعت خطوة لورا لأ. مش هينفع.
مټخافيش صدقيني
أنا عارفة إنك عايز تساعدني لكن مش هينفع صاحبتي عارفة معاد

انت في الصفحة 1 من 6 صفحات